الثلاثاء، 12 مايو 2020

النميمه الصفحة أو الرقم



 


النميمة

هى نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد بينهم وهو كشف ما يكره كشفه سواء كان المنقول
قولاً او فعلاً وسواء
كان عيباً حتى لو
رأى شخصاً
يخفى شيئاً فأفشى كان
نميمة يقول النبى  صلى الله عليه وسلم

( لايدخل الجنة نمام )وفى رواية أخرى ((
لا يدخل الجنة قتات) والقتات هو النمام

حكم النميمة
النميمة محرمة
بإجماع المسلمين وحرمة بالكتاب والسنة

قال تعالى وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاء  بِنَمِيمٍ (11) سورة

القلم والهماز هو المغتاب و مَّشَّاء بِنَمِيمٍ هو الذى يمشى بين الناس ويحدث بينهم وينقل الحديث لفساد ذات البين ووصف الله النمام بإنه
( عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ))
والزنيم هو ولد الزنا وكل من يقوم بنقل الكلام بين الناس فهو مشكوك فى نسبه أى مدعى على الرجل فيكون ولد زنا وقال حسان بن ثابت رضى الله عنه فأنت زنيم نيط في آل هاشم ***

كما نيط خلف الراكب القدح الفرد وقوله تعالى وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ( 4 ) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَد( 5 )
وهى إمرأتة أبولهب
وقال مجاهد وعكرمة } حَمَّالَةَ الْحَطَبِ { كانت تمشي بين الناس بالنميمة .جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز
فذكر أن رجل قال عليه شئ فقال عمر ياهذا إن شئت نظرنا فى أمرك فإن كنت صادقاً فأنت من أهل الأية }

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ
فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {
[الحجرات 6

وإن كنت كاذباً فأنت من أهل الأية


( هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ )
القلم 11

وإن شئت عفونا عنك فقال العفو ياأمير المؤمنين لاأعود إليه أبداً


قال حسن البصرى من نقل إليك حديثاً فإعلم إنه ينقل إلى غيرك حديثك


وهذا مثل المثل الذى


يقولمن نقل إليك نقل عنك وقال بن المبارك ولد الزنا لا يكتم الحديث وذلك لقوله تعالى (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ )) القلم 13 وقيل إن رجل بعث لمحمود بن زنكى يحثه على أخذ مال اليتيم فكتب محمود على ظهر الرقعة  ( النميمة قبيحة وإن كانت صحيحة والميت رمه الله واليتيم جبره الله والمال ثمرة الله والساعى لعنه الله أى الساعى بين الإثنين يقصد النميمة

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا ،مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ  إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ مِنْ كَبِيرٍ
 ثُمَّ قَالَ  أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَسْعَى بِالنَّمِيمَةِ وأما الأخر  فكان لايستبرئ من بوله ومعنى إنهما يعذبان فى كبيرإما إنهما كانا يظنان إن هذه الأشياء هينة ولكنها فى الأصل كبيرة من الكبائر قال   )ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال  ( يفسد النمام والكذاب فى ساعةٍ ما لا يفسد الساحر فى سنة  والنيممة نوع من أنواع السحر لإنها تشارك السحر فى التفريق بين الناس وتغير قلوب المتحابين عن أبي هريرة رضى الله عنه  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
 إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه و عن عمار رضي الله عنه
قال 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار)
ما يجب على من حملت إليه النميمة
1  أن لايصدقه لإنه نمام فاسق ومردود الكلام ومن نقل لك نقل عنك
2  أن ينهاه عن النميمة وينصحه ويفضح فعله ويتجنبه
3  أن يبغضه فى الله لإنه يفسد بين الناس  لإنه أشد من الساحر
4  أن لايظن فى المنقول عنه (
 أى الذى قيل إنه قال عنك كذا )) لقوله تعالى ((ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )) الحجرات 12
5 – أن لايدفعه ما سمعه إلى التجسس والبحث عن الحقيقة لأن ذلك يجعله جاسوس مكروهاً عند الله
6 – أن لاينقل ما نقل له من الكلام حتى لايكون هو الأخلر نمام
ألا يدفعه ما سمعه إلى الإنتقام من الذى قال عليه شئ بل يسلم الأم إلى ألله تعالى ويترك العقاب لله وحده












الحمد لله وكفى
وسلام على عباده الذين اصطفى
الحمد لله ان جعلنا مسلمين ومن علينا بنعمة الهداية الى الطريق المستقيم
حثنا على كل خير ينفعنا وحذرنا من كل شر يسوؤنا
وما اكثر الشرور التي نلقي بانفسنا اليها متجاهلين تحذيرات رب العالمين وسنن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم


ولعل اخطر هذه الشرور هي
الغيبة والنميمة
وقد يتساءل البعض هل هناك فرق بينهما
والجواب طبعا نعم
فما هي الغيبة


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

الغيبة ذكرك أخاك بما يكره

الراوي  أبو هريرة المحدث محمد جار الله الصعدي  المصدر النوافح العطرة  الصفحة أو الرقم 213
خلاصة حكم المحدث صحيح



فان كانت الخصلة المذكورة في الشخص المغتاب فهي غيبة وان لم تكن فهو بهتان والعياذ بالله

قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟
قال  ذكرك أخاك بما يكره  قال  أرأيت إن كان فيه ما أقول ؟ قال  إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته  وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته

الراوي أبو هريرة المحدث الترمذي  المصدر  سنن الترمذي الصفحة أو الرقم 1934
خلاصة حكم المحدث حسن صحيح




اما اذا نقل عن احدهم ما قال الاخرون فيه فهو افك والعياذ بالله

اما النميمة فهي نقل الكلام بين طرفين لغرض الإفساد.

والغيبة والنميمة شران عظيمان يتهاون بهما كثير من الناس وخصوصا النساء فهن يتفكهن بالحديث عن فلانة وعلانة وتنشرح اساريرهن بالكلام عن الاخريات

فللغيبة انواع قد يجلها البعض ويظن انها لا تدخل في الغيبة
ومنها انتقاص الاخرين في لباسهم وطريقة كلامهم وجلستهم
والبعض ياخذ ذلك من باب الشفقة فيقول فلان على قدر من الورع او الدين او العلم الا انه

وهنا الطامة يعدد مساوئه من باب الشفقة عليه
وقد يكون الصمت احيانا غيبة كان نسئل عن احد فنقول لا خلينا ساكتين احسن فهذا قمة الغيبة لانه يفسح للسائل ان يضع ما يريد من خصال سيئة في المسؤول عنه

فما هو حكم الغيبة في الاسلام
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم وفي هذا دليل من القران الكريم

قال تعالى  { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًۭا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌۭ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًۭا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌۭ رَّحِيمٌۭ } [الحجرات 12].




وقال تعالى {وَيْلٌۭ لِّكُلِّ هُمَزَةٍۢ لُّمَزَةٍ } [الهمزة:1]
فالهمز بالفعل واللمز بالقول وتدخل فيه الغيبة

وقال عليه الصلاة والسلام
إن من الكبائر إستطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق ومن الكبائر السبتان بالسبة

الراوي  أبو هريرة المحدث الألباني المصدر  صحيح الترغيب  الصفحة أو الرقم 2832
خلاصة حكم المحدث صحيح لغيره







فما هي عقوبة الغيبة
1-انها سبب من اسباب عذاب القبر
مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال  إنهما يعذبان  وما يعذبان في كبير وبكى وفيه  وما يعذبان إلا في الغيبة والبول

الراوي أبو بكر الصديق المحدث ابن حجر العسقلاني  المصدر  فتح الباري لابن حجر  الصفحة أو الرقم  10/485
خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح






2-الفضيحة في الدنيا
يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته


الراوي  المحدث الهيتمي المكي  المصدر الزواجر  الصفحة أو الرقم  2/127
خلاصة حكم المحدث إسناده حسن




3-العذاب في النار
لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ! فقلت  من هؤلاء يا جبريل ؟
قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس  ويقعون في أعراضهم

الراوي  أنس بن مالك المحدث الألباني  المصدر صحيح أبي داود  الصفحة أو الرقم  4878
خلاصة حكم المحدث  صحيح




اذا فلماذا نغتاب مع عظم هذه المسالة؟

اننا نغتاب اولا لضعف ايماننا فمن يعلم خطورة الغيبة وعقابها ثم يغتاب فقد اعرض عن وعيد الله ونفص ايمانه
وقد نغتاب لنشارك الاخرين في كلامهم وقد نغتاب من لانعرفه ولا حول ولا قوة الا بالله
وقد نغتاب لنطفئ لوعة قلوبنا ممن اساء الينا او لنظهر انفسنا اننا خير من الاخرين

اللهم طهر قلوبنا والسنتنا من كل ما يبعدنا عنك

اما النميمة فلا تقل خطرا عن الغيبة ففيها افساد للعلاقات الاجتماعية وافساد ذات البين وخلق العداوات بين الناس وهي خطر عظيم على المجتمع الاسلامي

وقذ حذرنا ديننا الحنيف من اساة الظن بالاخرين وحثنا على التاكد من الكلام المنقول حتى لا نندم على تصرفات ما كانت لتكون لو اننا تثبتنا من الامر
(يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ( سورة الحجرات

يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6)

وحذرنا الله تعالى من موافقة النمام
(وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)

واخبرنا صلى الله عليه وسلم ان النمامون هم شرار الناس
خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله ، وشرارعباد الله المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب .
الراوي: عبدالرحمن بن غنم الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2824
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

فما عقاب هذا الشر العظيم؟
عدم دخول الجنة
لا يدخل الجنة نمام

الراوي  حذيفة بن اليمان المحدث  مسلم  المصدر  صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم  105
خلاصة حكم المحدث صحيح


ويكفي بهذا العقاب زجرا لمن يمشي بالنميمة ليبث حقده بين الاخرين وهذا دليل على ضعف الايمان كما في الغيبة
وتعد النميمة ايضا من اسباب عذاب القبر

كذلك قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا

الراوي أبو سعيد الخدري المحدث  المنذري  المصدر الترغيب والترهيب  الصفحة أو الرقم: 4/24
خلاصة حكم المحدث  [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]



قال النبي صلى الله عليه وسلم قال
من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة

الراوي  سهل بن سعد الساعدي المحدث  البخاري  المصدر: صحيح البخاري  الصفحة أو الرقم  6474
خلاصة حكم المحدث [صحيح]



وهذا الإمام أحمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلما زاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل قال: يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟
قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب
فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر فإنه أطب منه " يعني أعلم بالطب منه"*
ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول أستغفر الله أستغفر الله

وروي أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال : بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .*

والغيبه*إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).

قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.

ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم  حسبك من صفية أنها قصيرة
فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته

الراوي  عائشة المحدث الألباني المصدر صحيح الجامع  الصفحة أو الرقم 5140
خلاصة حكم المحدث صحيح



فلنحذر احبتي هذان الشران العظيمان ولا تدفعنا انفسنا الامارة بالسوء الى جهنم وبئس المصير ارضاءا لها

ولندعو دائما بهذا الدعاء
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا
وارزقنا يا الله قلوبا سليمة
وطهر اعمالنا من الرياء وقلوبنا من النفاق والسنتنا من الغيبة والكذب والنميمة انك ولي ذلك والقادر عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق